« المأخوذون بالمرآة أمام ظهور الحبیب »

  1. خانه
  2. »
  3. الإمام أمیرالمومنین، علی (علیه السلام)
  4. »
  5. « المأخوذون بالمرآة أمام ظهور الحبیب »

أمیرالمؤمنین ( علیه السلام): “لا تکن عبد غیرك و قد جعلك الله حرا . . . “(1)

إن أفضل تعريف لأي شخصٍ أو شئ يحصل من أفضل معرّف، و ليس هناك معرّف لتعريف الإمام علي (عليه السلام) أفضل من القرآن و أهل البيت (عليهم السلام). إن تعبير القرآن عن علي (عليه السلام) تحت عنوان “الولاية”؛ هي نفس الولاية التي أكمل الله به الدين و أتمم به النعم و هي نصاب إسلام المرضی لله.

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) حول علي (عليه السلام): ” یا علي ما عرف الله حق معرفته غیري و غیرك و ما عرفك حق معرفتك غیر الله و غیري”(2) 

إن تعبير الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) لجامع الصفات في الإمام علي (عليه السلام) كالتالي: ” من أراد أن ینظر إلی آدم فی علمه و إلی نوح فی فهمه و إلی ابراهیم فی حلمه و إلی یحیی بن زکریا فی زهده و إلی موسی بن عمران فی بطشه فلینظر إلی علی بن ابي طالب “(3). إن عبارة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) حول منزلة علي (عليه السلام) كهذا: ” علي مني بمنزلتي من ربي”(4) .

يعتقد الإمام الصادق (عليه السلام) إن “ولایته لعلي” أعلى مرتبة من ” ولادته من علي”، و يقول في هذا الأمر: ” ولايتي لعلي بن أبي طالب ع أحب إلي من ولادتي منه لأن ولايتي لعلي بن أبي طالب فرض و ولادتي منه فضل . “(5)  أعلن الإمام موسی بن جعفر(علیه السلام) ولایته لعلي ( علیه السلام ) و ذکرها متمماً و مکملاً بل سبب الإنتفاع من الأعمال الصالحة. و فی هذا له مناجات خاصة الذی کان قسم منه کالتالي: ” اللهم إني أقر و أشهد و أعترف . . .أن عليا أمير المؤمنين و سيد الوصيين و إمام المتقين . . .إمامي و محجتي و من لا أثق الأعمال و إن زكت و لا أراها منجية لي و إن صلحت إلا بولايته و الايتمام به . . . “(6)

ما ذكرناه الى الآن هو كلام الله عز وجل وأهل البيت (عليهم السلام). وماذا عن كلام الآخرين؟ باختصار، سنذكر کلمات قلیلة من مداحي علي ( علیه السلام ) التي تفوح منها رائحة حیاته مع الحب و یسمع منها طنین حیاته مع الشهود.

يقول الملاصدرا (الفيلسوف الإسلامي الكبير) في شرح أصول الكافي، بعد نقل خطبة التوحیدیة لأمير المؤمنين (عليه السلام) حين تحرض جیشه لمحاربة معاوية و خطب بالخطبة في مجمع الناس، و هو یستکمل کلام الشیخ الکلیني و یصلحه کذلك” . . . إذا جمعت ألسن الجن و الإنس، و لیست بینهم لسان کبار الأنبیاء ، كنوح و إبراهیم و إدریس و شیث و داوود و موسی و عیسی و الرسول الأکرم، و أرادوا أن يتكلموا حول التوحید كالإمام علي ، لم يستطيعوا على ذلك . . . ” (7) . یعني لا يستطيع کل نبي إلا کبار الأنبیاء أن یتکلم بکلام عمیق حول توحید الله تعالی کعلي ( علیه السلام ).

يقول أحمد بن حنبل، إمام المذهب الحنبلي، حول الإمام علي (عليه السلام): ” إن الخلافة لم تزین علیا بل علی زینها”(8)

عندما سألوا خليل بن أحمد الفراهيدي (الأديب الكبير و أستاذ الأدب و لغة العرب المسلم، و مبتكر علم العروض) (9): بأي دليل يعتبر علي بن أبي طالب إمام الکل فی الکل؟ قال في الجواب : ” بهذا الدليل ان الكل محاتجين للإمام و هو في لا حاجة لأي أحد.” و أيضاً عندما سألوه ماذا تقول في علي بن أبي طالب ؟ قال : ” ماذا أقول في حق رجلٍ يكتم أصحابه مناقبه  خوفاً منه، و یخفي أعداءه فضائله من شدة الحسد و البغض؛ و مع ذلك بالكتمان و الإخفاء فقد ظهرت فضائله و ملأت مشرق الأرض و مغربها”(10)

ينقل فخر الرازي في تفسيره حول الإمام: ” من اقتدى في دينه بالإمام علي، فقد اهتدى. الدليل على ذلك هو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حول علي : « اللهم أدر الحق مع علی حیث ما دار»”(11)

ينقل ابن ندیم من کتاب ” الأخبار ” المألف “الواقدي” ( المؤرخ الشهیر الإسلامي ) ” علي بن أبي طالب من معجزات الرسول الأکرم ، كما كانت عصا موسی و إحياء الموتى علی ید عیسی معجزاتهما. ” (12)

الکلام حول أمير المؤمنين (عليه السلام) كثير، و سبب کثرة الآثار حوله کونه مع الحق بل هویته الحقة. کل شئ هو مجسم الحق و العدل و الإنصاف و ممثل الحریة فالکلام حوله في ساحة وسیعة. أما الاقتداء بالإمام علي (عليه السلام) و التآسي بسيرته و سنته، و الخطوا فی صراطه المستقیم کان أمرا صعباً، لأن الکون مع الحق و عدم التباعد من العدل و عدم التفریق من الإنصاف کان أمراً صعباً.

« مأخوذ من حياة الإمام علي (علیه السلام ) ، المجلد 4 ، مقالة حیاة العرفانیة للإمام علي ( علیه السلام ) ، الكاتب : آیة الله الجوادي الآملي ( مع بعض التصرف ) »

امیرالمؤمنین (علیه السلام ) : ” أنا لنفرح لفرحکم و نحزن لحزنکم . . . “(13)

13 رجب، يبارك و يهنئ موقع الرشد العالم و بخصوص أنتم أصدقائنا الأعزاء،

ذكرى ميلاد إمام المتقين و منبع الرحمة و والعدالة لرب العالمین

أمیرالمؤمنین ، الإمام علي بن أبي طالب ( علیه السلام ) .

موقع الرشد الإسلامي الشيعي

………………………………………………………………

الحاشية :

1-      مقطع من رسالة أمیر المؤمنین ( علیه السلام) خطاباً الى الإمام حسن ( علیه السلام ) (نهج البلاغة ، الرسالة 31 )

2-      ” یا علی ما عرف الله حق معرفته غیري و غیرك و ما عرفك حق معرفتك غیر الله و غیري ” مناقب ابن شهر الآشوب ، المجلد 3 ، الصفحة 268 – 267، إرشاد القلوب ، المجلد 2 ، الصفحة 221 ( ما عرفك یا علي حق معرفتك الا الله و أنا )

3-      نقل هذا الحدیث عالمين جليلين عند أهل السنة، یعني ابن عساکر و ابن الکثیر في کتبهما. ( ابن عساکر في کتاب تاریخ مدینة دمشق، المجلد 42 ، الصفحة 313 –  ابن کثیر في کتاب البدایة و النهایة المجلد 7 ، الصفحة  357 )

4-      الطبري في ذخائر العقبی ، الصفحة 64

5-      فضائل ابن شاذان ، الصفحة 125 – بحار الأنوار ، المجلد 39 ، الصفحة 299

6-      مهج الدعوات ، الصفحة 234

7-      شرح أصول الکافي لملاصدرا، الصفحة 342

8-      تاریخ مدینة دمشق لابن عساکر ، المجلد 42 ، الصفحة 446

9-      إحدى تلامذته اللامعین هو السیبویه، إمام و قدوة علماء علم النحو.

10-   تنقیح المقال ، المجلد 1 ، الصفحة 403

11-   تفسیر الکبیر لفخر الرازي ، المجلد 1 ، الصفحة 210

12-   الفهرست لابن ندیم ، الصفحة 111

13-   بصائر الدرجات ، الصفحه 260