قال الإمام موسی بن جعفر الكاظم (علیه السلام):
” إنّ أهل الأرض لمرحومون ما تحابوا و أدوا الأمانة و عملوا الحقَّ “(1)
قابل هارون الرشيد – الخليفة العباسي – الإمام الكاظم (عليه السلام) يوماً ليطرح عليه بعض الأسئلة و . جاوب الامام الاسئلة باجمعها ولکنّه سأل الإمام فی الاخير وقال: لم جوزتم للعامة و الخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله و ينادوكم يا بني رسول الله و أنتم بنو علي و إنما ينسب المرء إلى أبيه و فاطمة إنما هي وعاء و النبي جدكم من قبل أمكم.
قال الإمام: لو أن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟
أجاب هارون: سبحان الله و لم لا أجيبه بل أفتخر على العرب و العجم و قريش بذلك.
قال الإمام(عليه السلام): لكنه (صلی الله عليه و آله و سلم) لا يخطب إلي و لا أزوجه.
فسأل هارون متعجبا : و لم؟!
قال موسی بن جعفر (علیه السلام): لأنه (صلی الله عليه و آله و سلم) ولدني (حتى و لو من قبل الأم) و لم يلدك.
فقال: أحسنت يا موسى!
ثم سأل هارون مرة أخرى: كيف قلتم إنا ذرية النبي و النبي لم يعقب و إنما العقب للذكر لا للأنثى و أنتم ولد البنت و لا يكون لها عقب و إذا كان لديك جواباً فاستدل بالقرآن الكريم.
تلى الإمام(عليه السلام) عليه هذه الآيات: ” و وهبنا له اسحاق و یعقوب كلا هدینا و نوحا هدینا من قبل و من ذریته داوود و سلیمان و ایوب و یوسف و موسى و هارون و كذلك نجزی المحسنین * و زكریا و یحیى و عیسى و الیاس كل من الصالحین” (2)
و بعد تلاوته للآيات خاطب الامام هارون سائلاً: من أبو عيسى؟
قال هارون: ليس لعيسى أب.
فقال الإمام(عليه السلام): إنما ألحقناه بذراري الأنبياء (عليهم السلام) من طريق مريم (علیها السلام) و كذلك ألحقنا بذراري النبي (صلی الله عليه و آله و سلم) من قبل أمنا فاطمة. أزيدك؟
قال: هات
ثم تلى الإمام عليه الآیة المباهلة: ” فمن حاجك فیه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبین “(3)
و بعد القراءة قال(عليه السلام): و لم يدع أحد أنه أدخل النبي (صلی الله عليه و آله و سلم) تحت الكساء عند المباهلة للنصارى إلا علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين فكان تأويل قوله تعالى أَبناءنا الحسن و الحسين (إنهم منسوبون الي النبي من طرف الأم و هم أبناء فاطمة (عليها السلام)) و نساءنا فاطمة و أَنفسنا علي بن أبي طالب (علیهم السلام) ….
تحيّر هارون و لم يكن له شيء يقوله، فخاطب الإمام: ارفع إلينا حوائجك.
كان طلب الإمام الکاظم (علیه السلام) الوحيد أن يعود الى المدينة الى حرم رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و الى أهله…
(مأخوذ من کتاب ” السيرة العملية لأهل البیت (علیهم السلام)، المجلد 9 “، تألیف حجة الإسلام والمسلمین السید کاظم الأرفع)
25 رجب، نعزيكم بذكرى استشهاد
حجة الله
الإمام موسی الکاظم (علیه سلام) .
…………………………………………..
الهوامش:
1ـ مجموعة ورام، المجلد 1، الصفحة 12
2- (سورة الأنعام، الآية 84 و 85)
3- (سورة آل عمران، الآبة 61)
Leave A Comment