«السلام على أبی الفضل العباس المواسی أخاه بنفسه الآخذ لغده من أمسه الواقی له الساعی إلیه بمائه المقطوعه یداه …» (مقطع من زیاره الناحیه المقدسه)

قد إتجه العباس نحو الآخره بسبب تضحیته و طاعته من أوامر أخیه الشریف و مهّد زاداً عظیماً لآخرته. ولکن ما هی سرّ هذه التضحیه التی ضاعف قدر تضحیته و یذکرها الأئمه المعصومین بعظمه و جلاله خاصه؟

ویقول الإمام الصادق (علیه السلام) فی مقطعین من الزیاره المتلوه عند ضریحه الأقدس:

«اشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولاخیک فنعم الاخ المواسی»

« أشهد لک بالتسلیم والتصدیق والوفاء والنصیحه لخلف النبی المرسل»

وقد شهد له بهذه المواساه الإمام المعصوم الذی هو واقف على الضمائر و یعرف مقادیر الرجال جعل علیه السلام الشهاده له بالمواساه المنعم بها نتیجه نصحه لله و نصحه لرسول والنصح لأخیه الإمام الذی هو الجزء الاخیر للعله. فأراد الامام الصادق بذلک الخطاب أن نصح «عباس الهدایه» لاخیه المظلوم على حد نصحه لله و لرسوله.

فالطاعه شرع سواء فی الثلاثه تحت جامع واحد هو وجوب الخضوع لهم و التسلیم لأمرهم غایه الأمر تختلف المراتب فانه تجب الطاعه أولاً و بالذات بالنسبه إلیه سبحانه وتعالى و هذه الطاعه هی من متطلبات التوحید و بما ان الرسول مبعوث من قبله وجبت بالنسبه الى الرسول وبما ان الامام خلیفه لهذا المبعوث المرسل.

فالنصح الذی أشار إلیه الامام(علیه السلام) فی الزیاره هو لازم تلک الطاعه و مقتضى الولایه تحت جامع واحد و هو لزوم مناصره الدین والصادع به المنبسط على ذات الباری تعالى والرسول والامام کل فی مرتبته وقد أفادنا هذا الخطاب ان مفادات أبی الفضل ومواساته لم تکن لمحض الرحم الماسه والاخاء الواشج ولا لأن الحسین (علیه السلام) سید أسرته و کبیر قومه و ان کان فی کل منها یمدح علیه هذا الناهض لکنها جمعاء کانت مندکه فی جنب ما أثاره «عباس البصیره» من لزوم مواساه صاحب الدین و التهالک دون دعوته سواء کانت المفادات بعین المشرع سبحانه أو تحت رایه الرسول (صلى الله علیه وعلى آله) أو امام الوقت وکل بعین الله و عن مرضاته جل شأنه و قد اجتمعت فی مشهد الطف تحت رایه الحسین (علیه السلام)

فالعباس عرف إمامه و وصی رسوله فی زمانه عرفاناً عمیقاً، ثم أطاعه و انصرف عن کل ما عطاه الله سبحانه من الحیاه و المال و الأسره فی سبیل سید الشهداء (علیه السلام) لکی یسلک طریق رضا الله تعالی. و هکذا نال موقفاً رفیعاً و أعدّ لآخرته زاداً لا بأس به.

و کیف نحن و ائمتنا، هل نعرف أوامرهم و نواهیهم و هل نسعی فی إنجاز وصایاهم؟ ما مدی مماثلتنا بساقی الکربلاء؟

«مأخوذ من کتاب “العباس”، التألیف العلامه المرحوم عبد الرزاق المقرّم، مع بعض التصرف»

یبارک و یهنئ موقع الرشد هذه الأیام المبارکه

3 من شعبان مولد الرحمه الواسعه سید الشهداء، الإمام حسین بن علی (علیهما السلام)

4 من شعبان مولد العبد الصالح و الناصر الناصح، أبی الفضل العباس (علیه السلام)

5 من شعبان مولد زینه العباد و مظهر الطهاره و التقوی، الإمام علی بن حسین (علیهما السلام).