قيل العيد بمعنی الرجوع و اشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه سبحانه و تعالی و قيل سمّي العيد عيدا للعود من الترح إلى الفرح فهو يوم سرور للخلق كلهم. و قيل سمّي بذلك لأن كل إنسان يعود إلى ما وعد الله له في ذلك اليوم و قيل سمّي بذلك لأن كل إنسان يعود فيه إلى الله بالتوبة و الدعاء و الرب يعود عليهم بالمغفرة و العطاء. و قيل سمّي بذلك لعود الله تعالى على عباده المؤمنين بالفوائد الجميلة و العوائد الجزيلة و العائد هو المعروف و الصلة.
فإن رسول الله (صلّی الله عليه و آله و سلّم) قال: «… فإذا كانت ليلة الفطر و هي تسمّى ليلة الجوائز أعطى الله العالمين أجرهم بغير حساب. فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث الله الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض و يقفون على أفواه السكك فيقولون:
« يا أمة محمد أخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل و يغفر العظيم»
فإذا برزوا إلى مصلاهم قال الله عز و جل للملائكة: «ملائكتي! ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟»
قال فتقول الملائكة: «إلهنا و سيدنا جزاؤه أن توفي أجره»
قال فيقول الله عز و جل: «فإني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان و قيامهم فيه رضاي و مغفرتي»
و يقول: «يا عبادي! سلوني فو عزتي و جلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم و دنياكم إلا أعطيتكم و عزتي لأسترن عليكم عوراتكم ما راقبتموني و عزتي لآجرتكم و لا أفضحكم بين يدي أصحاب الخلود إنصرفوا مغفوراً لكم قد أرضيتموني و رضيت عنكم.»
قال: فتفرح الملائكة و تستبشر و يهنئ بعضها بعضاً بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا.”[note] 1ـ أمالي شيخ مفيد، مجلس 27 ، الصفحة 232- فضائل الأشهر الثلاثة صدوق، الصفحة 127[/note]
أجل هذا جزاء عبودية خالصة لمدة شهر …
«مأخوذ من كتاب “روضة الواعظين”، تأليف: محمد بن حسن فتال النيشابورى (متوفی قرن 6)»[note] 2- محمد بن حسن بن علي بن أحمد بن علي فتال النيشابوري المعروف بإبن فتال أو إبن فارسي من علماء قرن الخامس و لسادس بعد الهجرة الذي أستشهد في سنة 508 بعد الهجرة. روضة الواعظين من إحدی مؤلفاته التي هي من مصادر بحارالأنوار لعلامة المجلسي.[/note]
يهنئ موقع الرشد حلول عيد الفطر المبارک، عيد الرجوع و العود إلی البارئ، إلی جميع الأصدقاء الکرماء.
الهوامش: