إضافتاً إلی العلاقات الفکرية بين الشيعة و الأئمة المعصومين علهيم السلام هناک علاقة عاطفية وثيقة بين المأمومين و ائمتهم (علهيم السلام). لهذا إنّ الشيعة و في مواجهة الأزمات و المشاکل یمدّون أيدي التوسّل إلی أهل البيت (علهيم السلام). إن من ملزومات هذه العلاقة المملوئة بحبّ، إشتراک اللغة و التفاهم بين الإمام و المأموم. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو هل الخلافات بين اللغات من الانجليزی و الإسبانولي إلی الفارسي و الهندي و اللغات الشرقية و حتی اللغات الدارجة رادع في علاقة الشيعة مع اهل البيت (علهيم السلام)؟
قال أبو إسماعيل السّندي: سمعت بالسّند أنّ للّه في العرب حجّةً فخرجت منها في الطّلب فدللت على الرّضا (علیه السلام) فقصدته فدخلت عليه و أنا لا أحسن من العربيّة كلمةً. فسلّمت بالسّنديّة فردّ عليّ بلغتي فجعلت أكلّمه بالسّنديّة و هو يجيبني بالسّنديّة.
فقلت له إنّي سمعت بالسّند أنّ للّه حجّةً في العرب فخرجت في الطّلب فقال: “بلغتي نعم أنا هو ثمّ قال فسل عمّا تريد”.(1)
فسألته عمّا أردته …
في هذا لصدد قد اختصّ المحدث الشهير و الجليل المکانة، المرحوم العلامة المجلسي (رحمه الله) باب من کتابه الثمين بحار الأنوار بهذا الموضوع : “أنهم ع يعلمون جميع الألسن و اللغات و يتكلمون بها”(2) و یکتب فی هذا الباب أخیرا: “أقول أما كونهم عالمين باللغات فالأخبار فيه قريبة من حد التواتر و بانضمام الأخبار العامة لا يبقى فيه مجال شك “(3) و (4)
أجل إن الأئمة عليهم السلام عالم بلغة و تفوّه شيعتهم و بلطف الهي و إعجاز من جانبه سبحانه و تعالی کلما يطرح شخص آلامه و أحزانه مع الإمام مهما کان الشخص فارس أو اوروبي أو هندي أو ترکي أو ساکن إفريقيا أو إميرکا أو في أي مکان أخر في هذا العالم فإن الإمام يستقبله بصدر رحيب و أذن سميع.
«مأخود من کتاب “دراسات من حیاة الإمام الرضا (علیه السلام)، تالیف:”دکتر حسین الفريدوني”»
یعزی موقع الرشد بمناسبة آخر شهر صفر
ذکری استشهاد مظهر الرأفة الإلهي و معدن علوم النبوي
ثامن ائمة الشیعة
الإمام علی بن موسی الرضا (علیه السلام).
الهوامش:
1- الخرائج و الجرائح، المجلد 1، الصفحة 340
2- بحار الانوار، المجلد 26، الصفحة 190
3- بحار الانوار المجلد 26، الصفحة 192و 193
4- و علی سبیل المثال روی الصدوق عن أبي الصّلت الهرويّ أنه قال: كان الرّضا (علیه السلام) يكلّم النّاس بلغاتهم و كان و اللّه أفصح النّاس و أعلمهم بكلّ لسانٍ و لغةٍ فقلت له يوماً يا ابن رسول اللّه إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللّغات على اختلافها فقال يا أبا الصّلت أنا حجّة اللّه على خلقه و ما كان اللّه ليتّخذ حجّةً على قومٍ و هو لا يعرف لغاتهم أ و ما بلغك قول أمير المؤمنين (علیه السلام) أوتينا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللّغات (عیون اخبار الرضا، باب 54، حدیث 3). أیضا ذکر شیخ المفید فی الإختصاص کان للإمام الصادق (علیه السلام) غلاما أعجمیا فقال له: “فقال تكلّم بأيّ لسانٍ شئت فإنّي أفهم عنك.” (الإختصاص، الصفحة 290)