الحياة الإنسانية هي قائمة علي “التعامل مع الآخرين و الإستئناس بهم” و هذا الأمر فيه جاذبية و دافعة روحية و مادية. سوءالخلق، الحرص، الحقد، القسوة، الغضب و … تعتبر كلّها من القوی المنفّرة الروحية و الأخلاقية التي تبعد الإنسان عن الآخرين و تجعله وحيداً. و في المقابل، إنّ الأخلاق الحميدة و التسامح و حسن المواجهة و اللطافة و الصبر تتیح المجال للصداقة و المیل إلی الآخرین.
يمكن للقضايا و العناصر المادية أيضاً أن تؤثّر في تعزيز العلاقات الإجتماعية و ضمّ قلوب الآخرين للإنسان. من قوی الجاذبة المادية النظافة و الزينة و استعمال الطيب و…
الإمام الرضا (عليه السلام) إضافة إلي إهتمامه بالمكارم الأخلاقية و توصية الآخرين بها، كان يلتزم بالنظافة و حسن المظهر و يوصي المؤمنين برعاية هذه الأمور.
نقل عنه (عليه السلام): “لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم فإن لم يقدر عليه فيوم و يوم لا، فان لم يقدر ففي كل جمعة و لا يدع ذلك.” (1)
من جهة أخري، كان (عليه السلام) يؤكد علی الطرف و التبذير و الإستهلاك غير المحدد حتي كان يعتبر “حسن التقدير في المعيشة أحد الشروط لإستكمال إيمان العبد.” (2)
وقد نُقل عن سلوكه في حياته الإجتماعية بأنّه (عليه السلام) كان يرتدي الملابس البسيطة و الصوفية في المنزل و يتجنّب الراحة و لكن عندما كان يظهر أمام الناس و يذهب بينهم، يهتمّ بحسن مظهره و تزيين نفسه. (3) سلوك الإمام (عليه السلام) هذا، الذي يعكس موقفه، يعلّمنا بأنّ حسن المظهر و الإناقة، هو واجب اجتماعي للإحترام بالآخرين.
نعم؛ ها هي طريقة أولياءالله و سيرتهم في الحياة. أنيقون و لكن بعيدون عن الإفراط و التفريط …
(مقتبس من كتاب “الإمام الرضا (عليه السلام) حياة و اقتصاد” تألیف: “محمد الحكيمي”)
موقع رشد يقدّم تعازيه بمناسبة آخر شهر صفر المظفّر، ذكري إستشهاد
الإمام الرئوف و معين الضعفاء،
ثامن أئمة الشيعة،
الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السلام)
إلي جميع مسلمي العالم و لاسيما أنت أيها الصديق الكريم.
الهوامش:
1- الكافي، المجلد 6، الصفحة 510 ؛ عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، المجلد 1، الصفحة 279
2- “لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتي تكون فيه خصال ثلاث: التفقه في الدين، و حسن التقدير في المعيشة و الصبر علي الرزايا.” (تحف العقول، الصفحة 329)
3- أعلام الوری، الصفحة 315