« محطة الملائكة »

  1. خانه
  2. »
  3. Uncategorized @fa
  4. »
  5. « محطة الملائكة »

طبقاً لنقل التاريخ و روايات أهل البيت (عليهم السلام) فقد كانت خاتمة حياة جميع أئمة الشيعة بالإستشهاد. (1) بناءاً علی هذا و بالإلتفات إلی ان القرآن الکریم يعرّف الشهداء بالأحياء(2) و ينهي المسلمين أن يحسبهم بالأموات، فإذاً ان أئمتنا أحياء و لا يقل توجّههم الى الدنيا بعد استشهادهم.

و لهذا قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) عدة مرات بأن زیارته في حیاته و بعد مماته سواء و ذکر هذا لسائر الأئمة (علیهم السلام).(3)

بالتوجه الى هذه التعاليم، فهناك آثار و بركات عديدة في زيارة أهل البيت (عليهم السلام) بعد استشهادهم. و للمثال فإنهم يسمعون كلامنا و يجيبون على سؤالنا و في جانب ذلك فإن زیارتهم مزکیة للزائر و مربیة له و لها أجر عظیم. (4)

و لکن لم یُؤکد لزیارة أي إمام کما قد تم التأكيد لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام). إن شیئاً یجلب التنبه الکثیر فی زیارة الإمام الحسین (علیه السلام) هوثوابها العظیمة و أجرها المحیرة التي ذکرت فی روایات أهل البیت (علیهم السلام) ، و لكن في الحقيقة ما هو السبب في ذلك؟

إذا توجّهنا جيداً فنرى أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد ضحّى بكل ما عنده في سبيل الله، و بحركته هذه قد أحيا الإسلام و جعل بقاءه أكيداً. و لذا، فقد استمر دين رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) مع وجود الإمام الحسين (عليه السلام)، هذا هو کلام سيد الشهداء (عليه السلام) في یوم عاشوراء: “إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني.” (5)

فلهذا إن الأحاديث المرتبطة بزيارات سيد الشهداء (عليه السلام) تحكي عن عظمتها المحیرة و تمتزج بالتأکیدات الوافرة لها. كمثال، سأل الإمام الصادق (عليه السلام) يوماً من أحد الشيعة يُدعى “سدير”:

–          يا سدير أ تزور الحسين (علیه السلام) في كل يوم ؟

–          لا!

–          فما أجفاكم قال فتزورونه في كلّ جمعة؟

–           لا!

–          فتزورونه في كلّ شهر؟

–          لا!

–          فتزورونه في كلّ سنة؟

–          قد يكون ذلك‏.

فقال  الإمام (علیه السلام):

–          يا سدير ما أجفاكم للحسين (علیه السلام)! أ ما علمت أنّ لله عزّ و جلّ ألفي ألف ملَك شعث غبر يبكون و يزورون لا يفترون و ما عليك يا سدير أَن تزور قبر الحسين (علیه السلام) في كلّ جمعة خمس مرّات و في كلّ يوم مرّة

 قال سدیر: جعلت فداك إنّ بيننا و بينه فراسخ كثير.ة

حينها قال الإمام الصادق (علیه السلام): اصعد فوق سطحك ثمّ تلتفت يُمنة و يُسرة ثمّ ترفع رأسك إلى السّماء ثمَّ انح نحو القبر و تقول:

” السلام علیك یا ابا عبدالله ، السلام علیك و رحمه الله و برکاته “

تكتب لك زورة و الزّورة حَجّة و عمرة ” (6)

مع كل هذا، فإن في مدى التأريخ عندما لا يستطيع الحكام الظالمين و أنصار الباطل بأن یقابلوا أمام تفکیر و إعتقاد مذهبیة، فإنهم یصممون بإمحاء هذا التفکیر و الإعتقاد.

و لقد شاهدت كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام) مثل هذا النوع من الغلظة و الأعمال الباطلة و اليوم أيضاً تشاهد مثل هذا. إن الظالمین المنحرفین یریدون إزالة ذکر الإمام الحسین (علیه السلام) من القلوب بإقامة شتى أنواع الضغوطات المختلفة علی الناس و منعهم من الزیارة و تخريب القبور المطهرة، و لكن على رغم كل الإهانات و التخريبات التي قام بها الأعداء في الأزمنة المختلفة،(7) و طبقاً لوصية أهل البيت (عليهم السلام)، فإن الشيعة توجّهوا بعناية خاصة لزيارة حسين بن علي (علیه السلام).

في حقيقة الأمر هل یعتقد هؤلاء الضالّين أن بإمكانهم أن يُخرجوا حبّ الحسين (عليه السلام) من قلوب محبّيه مع هذه الضغوطات؟ هل بانهدام مزار المعصومین (علیهم السلام) یستطیعون أن یسلبوا العقیدة و الإیمان بهم؟ فإلی أین تذهبون؟…

(مأخوذ من كتاب ” كربلاء كعبة القلوب “، تأليف: حجة الإسلام جواد المحدثي (مع بعض التصرف و التلخيص))

3 شعبان، يبارك موقع الرشد مسلمي العالم و بخصوص أصدقاء الموقع الأعزاء

الذكرى السنوية لولادة سيد شباب أهل الجنة و وديعة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)

الإمام الحسین بن علي ( علیه السلام).