هناك عاملان مهمان تسببان في أن ينوي هشام بن عبد الملك (عاشر الخلفاء الأمويين) لقتل الإمام السجاد (عليه السلام) و هما: المواقف الحازمة للإمام السجاد (عليه السلام) في مقابل هشام بن عبد الملك، و عظمة شأن الإمام بين الناس و بخصوص عند أهل الحجاز، و قد زادت شأنه في کل یوم. سمم وليد بن عبد الملك، أخو هشام، الإمام و أرداه شهيدأً. لقد تجرّع هذا الإمام العظيم من كأس الشهادة بسبب دفاعه عن حيثيات الإسلام، و مبارزته للطواغیت الأموي و المرواني. رقد الإمام في فراش الشهادة أياماً و لکن لم ينفعه أي علاج، و قد تذكّر وصية أبيه و قال: عندما توفّى أبي الإمام الحسين (عليه السلام)، قبله بساعات ضمّني الى صدره و قال:

«يا بني إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله.» و قال أيضاً الى ابنه الإمام الباقر (عليه السلام): يا بني! أوصيك بذاك الحديث الذي أوصاني به والدي عند شهادته:

«يا بني إصبر على الحق و إن كان مراً.»

و هكذا بعد مبارزة دامت ل35 سنة بأشاكلها المتعددة لهذا الإمام الهمام بعد نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) العظيمة، و في سن ال 57 سنة فقد انتقل الى جوار ربه و ختم بدمه الطاهر مع النهضة الدموية الحسينية.

و في الصحيفة السجادية، و التي تُعتبر من إحدى الكتب العريقة في المعارف، و هو الكتاب الوحيد الباقي منه، يقول الإمام في فناء الرب:

« . . . اللهم صل علی محمد و آله ، و اجعل لی یدا علی من ظلمنی و لسانا علی من خاصمنی و ظفرا بمن عاندنی و هب لی مکرا علی من کایدنی و قدرة علی من اضطهدنی . . .  » (الصحیفة السجادیة، الدعاء 20)

« مقطع من کتاب “الإمام السجاد (عليه السلام) عين الكمالات الانسانية”, محمد محمدي الاشتهاردي (مع بعض التصرف)»

25 محرم‏الحرام، نعزي الذكرى السنوية لشهادة سيد الساجدين و زينة العابدين

الإمام علي بن الحسین (علیه‏السلام)