يَنقل احد اصحاب الامام الباقر و الإمام الصادق (عليهما السلام) يُدعى المتوكل بن هارون: التقیت بيحيى بن زيد (سبط الإمام السجاد (عليه السلام)) فی طريق العودة من الحج. و اخبرته بتنبّأ الامام الصادق حول قضية استشهاده في ذلك الحين قال يحيى بن زيد: أ كتبتَ منِ ابن عمّي شيئاً؟ قلتُ: نعم. قَال: أرنِيه. فَأخرجتُ إليه وجوهاً من العلم و أخرجت له دعاء أملاه عليّ أَبوعبد اللهِ (عليه السلام) و حدثّني أن أباه محمد بن علي (عليهما السلام) أملاه عليه و أخبره أنّه من دعاء أبِيه علي بن الحسين (عليهما السلام) من دعاء الصحيفة الكاملة فنظر فيه يحيى حتّى أتى على آخره.
ثم قَال لي أ تأذن في نسخه؟ فقلت: يا ابن رسول الله! أ تستأذن فيما هوعنكم؟ فقال: أما لأخرجنّ إليك صحيفةً من الدعاء الكامل ممّا حفظه أبي عن أبيه و إنّ أبي أوصاني بصونها و منعها غير أهلها.…
ثمّ دعا بِعيبة فاستخرج منها صحيفة مقفلةً مختومة فنظر إلى الخاتم و قبّله و بكى، ثمّ فضّه و فتح القفل، ثمّ نشر الصّحيفةَ و وضعها على عينه و أمرَّها على وجهه و قَال: و الله يا متوكل لو لا ما ذكرتَ من قول ابن عمي إنني أقتل و أصلب لما دفعتها إليك و لكنت بِها ضنيناً. و لكنِّي أعلم أنّ قوله حقّ أخذه عن آبائه و أنه سيصحّ فخفتُ أن يقع مثل هذا العلم إلى بني أميّةَ فيكتموه و يدّخروه في خزائنهم لأنفسهم. فاقبضها و اكفنيها و تربّصْ بِها فإذا قضى الله من أمري و أمر هؤلاء القوم ما هو قاض فهي أمانة لي عندك حتّى توصلها إلى ابنيْ عمّي محمّد و إبراهيم ابنيْ عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) فإنَهما القَائمان في هذا الأمر بعدي.
قَال المتوكل: فقبضت الصحيفة فلما قتل يحيى بن زيد صرت إلى المدينة فلقيتُ أباعبد الله (عليه السلام) فحدثته الحديث عن يحيى، فبكى و اشتدّ وجده به. و قَال: … أين الصّحيفة؟ فقلت: ها هي، ففتحها و قال: هذا و الله خط عمي زيد و دعاء جدي علي بن الحسين (عليهما السلام) ثم قال لابنه: قم يا إسماعيل فأتني بالدعاء الذي أمرتك بحفظه و صونه، فقام إسماعيل فأخرج صحيفة كأنها الصّحيفة التي دفعها إلي يحيى بن زيد فقبّلها أبوعبد الله(علیه السلام) و وضعها على عينه و قال: هذا خط أبي و إملاء جدّي (عليهما السلام) بِمشهد مني.
فقلت: يا ابن رسول الله! إن رأيتَ أن أعرضها مع صحيفة زيد و يحيى؟ فأذن لي في ذلك و قال: قد رأيتك لذلك أهلا. فنظرت و إذا هما أمر واحد و لم أجد حرفا منها يخالف ما في الصحيفة الأخرى …
قَال المتوكل بن هارون: ثمّ أملى علي أبوعبد الله (عليه السلام) الأدعيةَ و هي خمسة و سبعون بابا، سقط عني منها أحد عشر بابا، و حفظت منها نيّفا و ستين باباً.
و لكن في حقيقة الأمر هل هذا الكتاب الشریف كتاب دعاء فحسب؟ أم أنّه تكون لها رسالات أخرى فضلا عن الأدعیه؟
(مأخوذ من مقدمة الصحیفة السجادیة)
بمناسبة حلول 25 محرم،
يعزي موقع الرشد الأصدقاء الأعزاء،
بشهادة زين العابدين و سید الساجدين،
الإمام علي بن الحسین (علیه السلام) .
…………………………
الهامش:
1- محمد و ابراهیم هما ابنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي (عليهما السلام).