إن إحدى أبرز المواقف الإسلامية هو التحمس عن التعلم و توسعة العلم بين البشر. و لا يوجد هناك فرقٌ بين الرجال و النساء ، و إذا نظرنا نظرة عامة إلی المعارف الإسلامية يمكن الفهم ان انحياز و تحمس الإسلام عن تعلّم النساء أمرٌ فريد بالنسبة لسائر الأديان.
كما قال النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم): «طلب العلم فریضة على کل مسلم و مسلمة …»[note]1- عدة الداعي، الصفحة 72[/note]
إن حیاة الأمثلة التي یقدمها الإسلام، دلیل صدق علی ذلک التحمس علی أن التعلم للنساء هام بل یمکن تعلیمهن تلک العلوم إلی الآخرین مع بعض الشروط.
فإن التعلم يشمل أزواج المعصومين (عليهم السلام) و بناتهم و يشمل التي تستفید من علمهن علی أی طریق، حيث أن كل واحدة منهن منشأ العلم و الكمال للجامعة الإسلامية.
على سبيل المثال ، إن جمعاً من الشيعة قصدوا بيت الإمام موسي بن جعفر (عليهما السلام) للتشرف بلقائه و السلام عليه، فأخبروا أن الإمام (عليه السلام) خرج في سفر وكانت لديهم عدة مسائل فكتبوها ، وأعطوها للسيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) ثم انصرفوا . وفي اليوم التالي ، وكانوا قد عزموا على الرحيل إلى وطنهم ، مرّوا به بيت الإمام (عليه السلام) ، ورأوا أن الإمام (عليه السلام) لم يرجع من سفره بعد ، ونظروا إلى أنه لا بد لهم أن يسافروا طلبوا مسائلهم على أن يقدموها للإمام (عليه السلام) في سفر آخر لهم للمدينة ، فسلمت السيدة فاطمة (عليها السلام) المسائل إليهم بعد أن كتبت أجوبتها ، ولما رأوا ذلك فرحوا وخرجوا من المدينة قاصدين ديارهم . وفي أثناء الطريق التقوا بالإمام الكاظم (عليه السلام) وهو في طريقه إلي المدينة ، فحكوا له ما جرى لهم. فطلب إليهم أن يروه تلك المسائل ، فلما نظر في المسائل وأجوبتها ، قال ثلاثاً : «فداها أبوها …»
نعم ، لقد وصلت المرأة في مدرسة الإسلام درجة من الإزدهار و التوعیة الحقيقي و الإنساني بحيث ليست سلکت طريق الكمال فحسب، بل بإمكانها المساعدة في تقدّم البشرية و المجتمع و تكون مرجع علم الآخرين.
«مأخوذ من کتاب “السيدة المعصومة (علیها السلام)، فاطمة الثانية”، التألیف: “حجة الإسلام محمدي الاشتهاردي”(مع التصرف و الإضافات)»
بمناسبة حلول الأول من ذي القعدة ،
يبارك و يهنئ موقع الرشد كافة المسلمين ، و بالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء
ذكرى ميلاد شفيعة يوم الجزاء و كريمة أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)
السيدة فاطمة المعصومة (علیها السلام).
الهوامش: