“طریق التقرب”

عنوان‏ البصري‏ و كان شيخاً كبيراً قد أتى عليه أربعٌ و تسعون سنة، بعد أن اشتغل الإمام الصادق (عليه السّلام) بتعلیم العلوم و نشر الفضائل، کان یحضر عنده و یستفید منه. فی احد من هذه المحاضرات، بعد أن وضح الإمام (علیه السلام) فی حقیقة العبودیة، بین وصایا هامة لتقرب الی الله تعالی؛ نسمعها من عنوان البصری:

قال عنوان البصري: “قلت يا أبا عبد اللّه! أوصني”.

 فقال (علیه السلام): “أوصيك بتسعة أشياء فإنّها وصيّتي لمريدي الطّريق إلى اللّه عزّ و جلّ و اللّه أسأل أن يوفّقك لاستعماله ثلاثةٌ منها في رياضة النّفس و ثلاثةٌ منها في الحلم و ثلاثةٌ منها في العلم؛ فاحفظها و إيّاك و التّهاون بها

قال عنوان: ففرّغت قلبي له فقال:

أمّا اللّواتي في الرّياضة:

فإيّاك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنّه يورث الحماقة و البله

و لا تأكل إلّا عند الجوع و إذا أكلت

كل حلالًا و سمّ اللّه…

أمّا اللّواتي في الحلم:

فمن قال لك: “إن قلت واحدةً سمعت عشراً” فقل: “إن قلت عشراً لم تسمع واحدةً”.

و من شتمك فقل إن كنت صادقاً فيما تقول فاللّه أسأل أن يغفرها لي و إن كنت كاذباً فيما تقول فاللّه أسأل أن يغفرها لك

و من وعدك بالجفاء فعده بالنّصيحة و الدّعاء.

و أمّا اللّواتي في العلم:

 فاسأل العلماء ما جهلت و إيّاك أن تسألهم تعنّتاً و تجربةً؛

و إيّاك أن تعمل برأيك شيئاً و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلًا.

و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للنّاس جسراً …”

 (مأخوذ من کتاب “مشکاة الأنوار”، تألیف: علی بن الحسن الطبرسی(1)(مع بعض التغییر))

بمناسبة حلول الخامس والعشرین من شوال،

یعزی موقع الرشد تمام المسلمین و بالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء،

ذکرى شهادة معدن العلوم و مبین طریق الهدی

الإمام جعفر بن محمد الصادق (علیه السلام).