يجب علينا الأخذ بالاعتبار الى مسألة مهمة جداً في الإسلام و فهم أحكامه، و هي أن كثير من الأحكام في الإسلام مرتبطٌ بالحياة اليومية و الحركة الاجتماعية و الروابط الانسانية.
نأخذ موضوع الصلاة على سبيل المثال، لقد اعتبر الإسلام الصلاة معراج المؤمن و عمود الدين و سر العبادة و المعنى الحقيقي للعبادة و التوجه الى الله؛ مع هذا نستنتج إن العبادة قد دخل الى حدٍ كبير الى مجتمعنا و قد تجلّت بصورة من أقوى صور الروابط الإنسانية. ومن المؤكد لقد وُضع لصلاة الجماعة أهمية بالغة و تم وضع قوانين للأيام العظيمة و الاجتماعية كالأعياد.
إن عيد الفطر من أعياد الإسلامية العظيمة التي وُضع لها قوانين كصلاة العيد. إن صلاة العيد واجبٌ جماعة على كل مسلم في زمن الإمام المعصوم (في حال إنه ليس في الغيبة). ولكن في زمن الغيبة فهو مستحب.
في عيد الفطر، يُطرح مسألة أخرى غير الأعمال الصالحة و لقاء العلماء و المؤمنين و الأرحام و الأقارب، و هي دفع زكاة الفطرة وهي واجبة.
بالالتفات الى عدد المسلمين في العالم، فإن مبلغ زكاة الفطرة الذي يدفعه المسلمون يجلب الانتباه، وبالطبع يمكن صرف تلك المبالغ في النظام الاجتماعي الديني وتبديلها من الحالة الفردية الى الجماعية و في طريق مبارزة الفقر و إيجاد المصانع و المؤسسات العلمية و الثقافية و معاهد البحوث و الطب و المستشفيات و المدارس و الجامعات و المختبرات، و الاستثمار للكشوفات العلمية و الطبية و تقوية الحدود الإسلامية و انتشار الاسلام في العالم بالوسائل الحديثة و عشرات المسائل الاجتماعية و الانسانية الأخرى المهمة.
من الأعمال المستحبة الأخرى المؤكدة في ليلة عيد الفطر و يومها هي زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) و قراءتها في أي مكان. إن المهم في هذا العمل هو التذكّر و التوجُّه الى فلسفة عاشوراء و بطريقة كلية فلسفة التحرّك و الحماسة و القيام في مواجهة الظلم والحكومة الفاسدة في أي مكان و زمان.
وهكذا نستنتج بأن الإسلام في قوانين عيد الفطر المبارك يربط الصلوات و العبادات و الزكاة و العيد و زيارة الشهداء و الحماسة و الإقدام و العوامل التي أنشأت الجامعة الإسلامية و الإنسانية المتشاركة ببعضها البعض. و هذا هو معنى ارتباط الفرد بالمجتمع و المجتمع بالفرد في الإسلام.
(مأخوذ من کتاب “البعثة؛ الغدیر، عاشوراء، المهدي” تالیف الاستاذ محمد رضا الحکیمي (مع التلخيص))
يبارك و يهنئ موقع الرشد تمام المسلمين و بالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء،
مناسبة حلول عيد التعبد و الوصول الى رضا الله،
عيد الفطر السعيد.