روی أبی حمزة الثمالی عن أبی جعفر محمد بن علی الباقر (علیه السلام)، أنّه قال: “…إن آدم(علیه السلام) أمر هابيل و قابيل أن يقربا قربانا[note] 1- قربان بمعنی أی عمل يؤدّي إلی قرب الرب.[/note]و كان هابيل صاحب غنم و كان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا و قرب قابيل من زرعه ما لم ينق و كان كبش هابيل من أفضل غنمه و كان زرع قابيل غير منقى فتقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل[note] 2- و كان القربان إذا قبل تأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا و هو أول من بنى للنار البيوت و قال: لأعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني.[/note]و هو قول الله عز و جل:
«وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ…»[note]3-و اتل عليهم نبأ ابْنيْ آدم بالحقّ إذ قرَّبا قرباناً فتقبّل من أحدهما و لم يتقبّل من الآخرِ قال لأَقتلنّك قال إنّما يتقبّل الله من المتّقين”(سورة المائده، الآیة 27)[/note]
… ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل إنه قد تقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربانك فإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله قابيل.
فلما رجع إلى آدم (علیه السلام) قال له: يا قابيل أين هابيل؟ فقال: ما أدري و ما بعثتني له راعيا. فانطلق آدم(علیه السلام) فوجد هابيل مقتولا… فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة ثم إن آدم (علیه السلام) سأل ربه عز و جل أن يهب له ولدا فولد له غلام فسماه “هبة الله” لأن الله عز و جل وهبه له.
ثم إن هبة الله فأحبه آدم حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم (علیه السلام) و استكملت أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا آدم! إنه قد انقضت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبةالله…[note] 4- ذکر في القرآن الکريم أنه بعد قتل هابيل، کان قابيل يتحيّر کيف يعمل بجثمان أخية. فإذا تعلّم عملية التدفين من الغراب.[/note]
(علیه السلام) لما دفن آدم (علیه السلام) أباه أتاه قابيل فقال له: يا هبة الله! إني قد رأيت آدم أبي خصك من العلم بما لم أخص به و هو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه و إنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه و أنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه…”[note] 5- نقل مثل هذا الحديث في کتاب الکافی (مجلد 1، الصفحة 214).[/note]
قضية أبناء النبي آدم (عليه السلام) ذات دروس ثمينة و عظيمة لحياتنا اليوم. في حياتنا اليومي يحدث لنا أن نفدي أمور ثمينة بممتلکاتنا. لکننا قد نغرق في الحياة الروتينية و ننسی هذه الأمور الثمينة. في يوم من الأيام کان أفضل و أشرف اوقاتنا و ممتلکاتنا لحبيبنا سبحانه و تعالی، لکن اليوم سواءاً بدّلنا حبيبنا أو بدّلنا معاييرنا …
(المأخوذ من کتاب “کمال الدين”، تأليف شيخ صدوق (ره)، مع بعض التصرف)
يهنئ موقع الرشد حلول عيد الأضحی المبارک،
موعد الخلوص و العبودية،
جميع المسلمين و أنت صديقنا الحميم.
قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلم): إنی تارک فیکم الثقلین کتاب الله و عترتی.
نظراً لمکانة القرآن الکريم الرفيعة في الإسلام و محوريتها لدی المسلمين، ينوی موقع الرشد إحداث قسم جديد بإسم القرآن. بهذا السبب نسألک صدقينا العزيز أن تتوفّرنا بملاحظاتکم و اقتراحاتکم الثمينة عبر القسم إتصل بنا. نرجو أن نصل إلی جودة أفضل باستخدام هذه الملاحظات.
إذن کونوا معنا.
الهوامش: