ينقل عصار بن مصطلق: في إحدى سفراتي دخلت المدينة، التقيت بالحسين بن علي، أعجبني حلو سيماه و جذبني هيئته، و قد اشتد حسدي و الكره الذي كنت أكتم في صدري عليه من أبيه، (فتقربت منه بقصد إهانته و إلقاء الأذی علیه) و قلت: هل أنت ابن أبي تراب؟ أجاب: نعم.
فنطقت بكلامٍ بذيء عليه و على أبيه بقدر ما استطعت، (و عندما تعبت و انتهيت من كلامي)، نظر إلي نظرة رحيمة ( و مشفقة ) ثم تلى علي هذه الآيات:
” اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم « خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين . و اما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم . ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون و اخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون .”(1)
ثم قال :” خفّض عليك أستغفر الله لي و لك، انّك لو استعنتنا لأعناك، و لو استرفدتنا لرفدناك، و لو استرشدتنا لارشدناك.” (مع كل شوق).
فقال عصام: بسبب سوء معاملتي بدت علي آثار الندم.
و من ثم (تذكّر أعمال يوسف مع أخوته النادمين) و تلى هذه الآية: ” قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو ارحم الراحمين ” (2)
ومن ثم سأل: أ أنت من أهل الشام؟ أجبته: نعم. ثم قال :…” خفّض عليك أستغفر الله لي و لك، انّك لو استعنتنا لأعناك، و لو استرفدتنا لرفدناك، و لو استرشدتنا لارشدناك.”
فقال عصام: خجلت من کرامة الإمام علي أن ضاقت علی الأرض بما رحبت، تمنيت لو بلعني في جوفه، و من ثم ابتعدت منه سراً، حينها لم يكن أحد علی الأرض أحب إلي منه و من أبيه.
« مأخوذ من كتاب ” جامع أحاديث الإمام حسين )عليه السلام( ” ، ترجمة: ” علي المؤيدي ” »
بحلول ثالث شعبان، يبارك و يهنئ موقع الرشد تمام المسلمين و طالبي العدالة الذكرى السنوية لميلاد
إمام الهداية و قدوة العدالة، مظهر التقوى و العبودية و مظهر الشجاعة و الرحمة
الإمام أبا عبد الله الحسين )عليه السلام(.
—————————————————————————————————
الحاشية:
1- سورة الأعراف ، الآيات 199-202
2- سورة يوسف ، الآية 92