قدم أعرابی نحو المدینة المنورة فسأل عن أکرم الناس فدُلّ على الحسین (علیه السلام). فدخل المسجد فوجده مصلیا فوقف بإزائه و أنشأ:
لم یخب الآن من رجاك و من حرك من دون بابك الحـلقة
أنـت جــــواد و أنـت معتـمـــد أبوك قد کان قاتل الفــسقة
لو لا الــذی کـان من أوائـلـکم کانت علینا الجحیم منطبقة
فسلّم الحسین (علیه السلام) عليه و قال: “یا قنبر هل بقي شیء من مال الحجاز؟”
قال: “نعم قد بقي أربعة آلاف دینار.”
فقال: “هاتها قد جاء من هو أحق بها منا” ثم نزع بردیه و لفّ الدنانیر فیهما و أخرج یده من شق الباب حیاء من الأعرابي و أنشأ:
خـــذهــا فـإنی إلـیـك معتذر و اعلم بأني علیك ذو شفقة
لو کان فی سیرنا الغداة عصا أمست سمانا علیك مندفقة
لـکــن ریـب الــزمـان ذو غـیـر و الـکـف مـنـی قلیلة النفـقة
قال فأخذها الأعرابي و بکى.
فقال الإمام (علیه السلام): “لعلك استقللت ما أعطیناك”
قال: لا [و هل أعطيتني المال القليل؟] و لکن کیف یأکل التراب جودك. (1)
(مأخوذ من کتاب”مناقب آل أبي طالب (علیهم السلام)”، التألیف: “المرحوم محمد بن شهر آشوب(ره)”)
بمناسبة حلول الثالث من شعبان ،
يبارك و يهنئ موقع الرشد مسلمي العالم
و بخصوص أصدقاء الموقع الأعزاء
ذكرى ميلاد رحمة الله الواسعة و نور الهداية و سفينة النجاة
الإمام الحسین بن علي (علیه السلام).