(الإمام علي بن موسی الرضا (علیه السلام))
إن وظيفة كل إنسان التدقيق في القول و السلوك و الأفعال التي يقوم بها، أو بعبارة أدق معرفة أنفسنا و أعمالنا و كسب مهارة الوعي بأنفسنا. إن أهمية هذا الموضوع إلى حدٍ أن الوعي قد تبدّل إلى مهارةٍ أساسية لكسب السعادة و الحياة الأفضل. كما بيّن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إن أفضل العقل معرفة النفس؛ كلّما عرفنا أنفسنا أكثر فإن أفكارنا ستزدهر و تنمو أكثر.
و لكن ما هو المقصود بالوعي؟ المقصود من الوعي هو استطاعة الإنسان معرفة خصوصياته الفردية و الإجتماعية؛ بطريقة حيث يعي جوانب قوّته و ضعفه، رغباته، و حاجاته و سائر أبعاد وجوده، لكي يصل في النهاية إلى معرفةٍ صحيحة لنفسه. و الآن أمامنا محاور لكي نصل إلى هذه المعرفة الصحيحة. أهمّها عبارة عن:
1- معرفة الحقوق: إطلاع الإنسان علی حقوقه و الحقوق المتبادلة مع الأخرين و المسؤوليات الناشئة عن ذلك، بحيث ينجرّ إلی تنظيم روابطه الإجتماعية على أساس المعاییر الصحيحة.
2- معرفة القدرات: علم الإنسان بقدراته و استطاعاته بحيث يكون موجباً للإعتماده علی ذاته و ازدياده بثقة النفس.
3- معرفة النواقص: كما أن لکل إنسان قدرات و ميّزات خاصة فأيضاً يعاني من نواقص. يتطلّب معرفة تلك النواقص شجاعة و سعة صدر خاص؛ و ذلك لأن تقبّل تلك النواقص أمرٌ في غاية الصعوبة نظراً لأنه يلعب دوراً خاصاً في مرحلة الوعي.
4- معرفة الرغبات: يدور هذا المحور حول معرفة و بحث الرغبات و الأميال التي توجد في الفرد منذ البداية أو قد وُجد فيه طوال حياته. يستطيع الإنسان بالوعي أن يفكك أمياله الأصولية و المنطقية عن غيره.
5- معرفة الحاجات: ان من ميّزات الإنسان المهمة هو متوقف علی الحاجات الجسدية و النفسية. أحياناً يصل هذا التوقف إلى حدٍ بحيث يكون تأمين هذه الحاجة عاملاً لتعيين كيفية التعامل و شخصية الفرد.
6- معرفة الأمال: إن الإنسان كما هو متوقف علی احتياجاته، فهو أيضاً متعلقٌ بطموحه و آماله؛ و ذلك لأن الطموح و الآمال تشكّل نوعية التفكير و تصرّف الأشخاص. بالتالي ان الإنسان الذي وصل إلى معرفة نفسه بطريقة صحيحة، يرسم هدفاً لمستقبله في إطار قدراته و يحاول جاهداً للوصول إلى هدفه.
إن هذه الأيام التي تصادف ولادة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) هي فرصة مناسبة لنا بلا ريب لنخلو بأنفسنا و نراجع هويتنا و نصل للوعي المطلوب.
(مأخوذ من کتاب “براعات الحياة في السیرة الرضوية”، تألیف: “الدکتور محمدرضا الشرفي”)
بمناسبة حلول 11 من ذي القعدة،
يبارك و يهنئ موقع الرشد جميع المسلمين و بالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء،
ذكرى ميلاد خازن علوم الأنبياء و تجلّي رحمة البارئ عزّ وجلّ
الإمام علي بن موسی الرضا (علیه السلام).
الهوامش:
1- العدد القویة، الصفحة 292