“… أفضل العقل معرفة الإنسان نفسه … “(1)

  1. Home
  2. »
  3. الإمام علی بن موسی الرضا (علیه السلام)
  4. »
  5. “… أفضل العقل معرفة الإنسان نفسه … “(1)

       (الإمام علي بن موسی الرضا (علیه السلام))

إن وظيفة كل إنسان التدقيق في القول و السلوك و الأفعال التي يقوم بها، أو بعبارة أدق معرفة أنفسنا و أعمالنا و كسب مهارة الوعي بأنفسنا. إن أهمية هذا الموضوع إلى حدٍ أن الوعي قد تبدّل إلى مهارةٍ أساسية لكسب السعادة و الحياة الأفضل. كما بيّن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إن أفضل العقل معرفة النفس؛ كلّما عرفنا أنفسنا أكثر فإن أفكارنا ستزدهر و تنمو أكثر.

و لكن ما هو المقصود بالوعي؟ المقصود من الوعي هو استطاعة الإنسان معرفة خصوصياته الفردية و الإجتماعية؛ بطريقة حيث يعي جوانب قوّته و ضعفه، رغباته، و حاجاته و سائر أبعاد وجوده، لكي يصل في النهاية إلى معرفةٍ صحيحة لنفسه. و الآن أمامنا محاور لكي نصل إلى هذه المعرفة الصحيحة. أهمّها عبارة عن:

1- معرفة الحقوق: إطلاع الإنسان علی حقوقه و الحقوق المتبادلة مع الأخرين و المسؤوليات الناشئة عن ذلك، بحيث ينجرّ إلی تنظيم روابطه الإجتماعية على أساس المعاییر الصحيحة.

2- معرفة القدرات: علم الإنسان بقدراته و استطاعاته بحيث يكون موجباً للإعتماده علی ذاته و ازدياده بثقة النفس.

3- معرفة النواقص: كما أن لکل إنسان قدرات و ميّزات خاصة فأيضاً يعاني من نواقص. يتطلّب معرفة تلك النواقص شجاعة و سعة صدر خاص؛ و ذلك لأن تقبّل تلك النواقص أمرٌ في غاية الصعوبة نظراً لأنه يلعب دوراً خاصاً في مرحلة الوعي.

4- معرفة الرغبات: يدور هذا المحور حول معرفة و بحث الرغبات و الأميال التي توجد في الفرد منذ البداية أو قد وُجد فيه طوال حياته. يستطيع الإنسان بالوعي أن يفكك أمياله الأصولية و المنطقية عن غيره.

5- معرفة الحاجات: ان من ميّزات الإنسان المهمة هو متوقف علی الحاجات الجسدية و النفسية. أحياناً يصل هذا التوقف إلى حدٍ بحيث يكون تأمين هذه الحاجة عاملاً لتعيين كيفية التعامل و شخصية الفرد.

6- معرفة الأمال: إن الإنسان كما هو متوقف علی احتياجاته، فهو أيضاً متعلقٌ بطموحه و آماله؛ و ذلك لأن الطموح و الآمال تشكّل نوعية التفكير و تصرّف الأشخاص. بالتالي ان الإنسان الذي وصل إلى معرفة نفسه بطريقة صحيحة، يرسم هدفاً لمستقبله في إطار قدراته و يحاول جاهداً للوصول إلى هدفه.

إن هذه الأيام التي تصادف ولادة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) هي فرصة مناسبة لنا بلا ريب لنخلو بأنفسنا و نراجع هويتنا و نصل للوعي المطلوب.

(مأخوذ من کتاب “براعات الحياة في السیرة الرضوية”، تألیف: “الدکتور محمدرضا الشرفي”)

بمناسبة حلول 11 من ذي القعدة،

يبارك و يهنئ موقع الرشد جميع المسلمين و بالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء،

ذكرى ميلاد خازن علوم الأنبياء  و تجلّي رحمة البارئ عزّ وجلّ

الإمام علي بن موسی الرضا (علیه السلام).

 الهوامش:

1- العدد القویة، الصفحة 292

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *