“مداراة الناس”

قال الامام الجواد (علیه السلام):

“من هجر المداراةَ قارَبهُ المکروهّ”(1)

عن رجل من أهل بست و سجستان (سیستان) قال: رافقت أبا جعفر (عليه السّلام) في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم، فقلت له و أنا معه على المائدة، و هناك جماعة من أولياء السلطان: “إنّ والينا جعلت فداك! رجل يتولّاكم أهل البيت و يحبّكم، و عليّ في ديوانه خراج، فإن رأيت جعلني اللّه فداك أن تكتب إليه كتابا بالإحسان إليّ؟”

فقال لي: “لا أعرفه”.

فقلت: “جعلت فداك! إنّه على ما قلت: من محبّيكم أهل البيت، و كتابك ينفعني عنده”.

فأخذ القرطاس و كتب:

“بسم اللّه الرحمن الرحيم‏

أمّا بعد…

فإنّ موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا، و إنّ مالك من‏ عملك ما أحسنت فيه، فأحسن إلى إخوانك، واعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ سائلك عن مثاقيل الذرّ و الخردل”.

فلمّا وردت سجستان سبق الخبر إلى الوالي، فاستقبلني على فرسخين من المدينة، فدفعت إليه الكتاب، فقبّله و وضعه على عينيه.

ثمّ قال لي: “ما حاجتك؟”

فقلت: “خراج عليّ في ديوانك”.

قال فأمر بطرحه عنّي، و قال لي: “لأرافقک ما دام لي عمل”، ثمّ سألني عن عيالي، فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي و لهم بما يقوتنا و فضلا لا قطع عنّي صلته حتّى مات‏”(2).

فما أجدر لنا أن نحسب أنفسنا مخاطبا لکتاب الإمام (علیه السلام) و نرافق إخواننا و نحسن إلیهم.

 (مأخوذ من کتاب: “امام الجواد (علیه السلام)، لؤلؤ الهدایة” تألیف: “السید محمد ضیاء آبادی” (مع بعض التغییر))

يبارك ويهنئ موقع الرشد تمام الشيعة وبالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء

بمناسبة حلول العاشر من رجب – الذكرى السنوية لميلاد مجسد الجود والتقوى،

وخزانة دار الرحمة ومنبع الحكمة تاسع أئمة الشيعة

الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام).

الهوامش:

1- اعلام الدین، الصفحه 310

2- الکافی، جلد 5، الصفحه 111- تهذیب الاحکام، المجلد 6، الصفحه 334