لقد أخذ الإمام الكاظم (عليه السلام) بعد استشهاد أبيه في عهدته زمام الإمامة و قضى عمره الشريف في المدينة و في بغداد. من بين الشخصيات العلوية في عصره ، لم يكن أحداً يتساوى معه فلقد كان أكثر علماً و تقوى و زهداً و عبادة. و أيضاً عند كبار علماء أهل السنة بما انهم لم يعتقدوا بإمامته و لكنهم كانوا يتذكرونه دائماً بالمواقف الحسنة و الرفيعة.

يذكر ابن أبي الحدید (العالم المعتزل للمذهب السني) حول الإمام الكاظم (عليه السلام):

“جمع من الفقه و الدین و النسک و الحلم و الصبر.”(1)

و جاء فی شذرات الذهب عنه ما یأتی:

“کان [موسی بن جعفر] صالحاً عابداً جواداً حلیماً کبیر القدر.” و کتب عنه نقلا عن أبی حاتم: “ثقة إمام من أئمة المسلمین.”(2)

و کتب الیافعي (عالمٌ سني) یقول عنه:

“کان صالحاً عابداً جواداً حلیماً … و کان سخیاً.”(3)

و يقول یحیی بن حسن بن جعفر (من مشاهير علماء النسب السنة) حول الإمام (عليه السلام):

“کان موسی بن جعفر یُدعی العبد الصالح من عبادته و اجتهاده”.(4)

فقد کتب ابن خلّکان (مؤرخ شافعی سنی) عن الخطیب ما یلی:

“و کان سخیا کریماً و کان یبلغه  عن الرجل أنه یؤذیه و فیبث إلیه بصرّة فیها ألف دینار و کان یصرّ الصرر ثلاثمائه و اربعمائه و مائتی دینار ثم یقسمها بالمدینه، فکانت صرار موسی مثلا.”(5)

و قد كتب الذهبي (من مشاهير علماء السنة الرجالي) حول الإمام الکاظم (علیه السلام):

“و قد کان من اجود الحکماء و من العباد الاتقیاء.”(6)

بدليل هذه السجايا الأخلاقية الطاهرة كان للإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) محبوبية كبيرة لدى الناس و كان الناس يستذكرون كراماته العديدة. و في هذا السياق يروي ابن الجوزي (محدث و مؤرخ حنبلي سني) و ابن حجر الهَیثَمی (فقيه شافعي سني):

“إن شقیقاً البلخی التقی بالإمام و صحبه فی سفره الی الحج فکان کلما اراده سؤالاً عن امر بادره الإمام بتلاوة آیة له تکشف عما فی قلبه.”(7)

و غير علماء السنة ، يُذكر ان هارون الرشيد الخليفة العباسي في زمن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال لوزيره ابن ربيع حول الإمام:

” إنّ هذا من رهبان‏ بني‏ هاشم‏.”

قال فضل بن ربیع:”فما لك قد ضيّقتَ عليه في الحبس‏؟”

فأجاب هارون: “هيهات لا بدّ من ذلك‏.”(8)

نعم! إن الخليفة العباسي بسبب تلك العوامل التي كان يخشاها للقدرة المعنوية و نفوذ الإمام في قلوب الناس مع وجود كل تلك الصفات الحسنة التي كان يعترف بها ، فقد سمّمه في 25 من شهر رجب سنة 183 هجري في سحن بغداد و أدى به الى الشهادة.

مأخوذ من کتاب “الحیاة الفکرية و السیاسية لأئمة الشیعة”، التأليف: “حجة الإسلام رسول جعفریان”‏ (مع التلخیص و الإضافات)

بمناسبة حلول 25 من رجب،

يعزي موقع الرشد المسلمين و بالأخص أصدقاء الموقع الأعزاء،

ذكرى شهادة سابع أئمة الشيعة،

الإمام موسی بن جعفر الکاظم (علیهما السلام).

الهوامش:

1ـ شرح نهج البلاغة، المجلد 15، الصفحة 273

2ـ شذرات الذهب، المجلد 1، الصفحة 304

3ـ مرآت الجنان، المجلد 10، الصفحة 394

4ـ تهذیب التهذیب، المجلد 1، الصفحة 339

5ـ تاریخ بغداد المجلد 13، الصفحة 27 ـ وفیات الاعیان، المجلد 5، الصفحة 308

6ـ میزان الاعتدال، المجلد 4، الصفحة 204

7ـ صفة الصفوة، المجلد 2، الصفحة 103 ـ الصواعق المحرقة، الصفحة 204

8ـ عیون أخبار الرضا، المجلد 1، الصفحة 31

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *