« كيف كان هو ؟ »

لا يمكننا درك عظمة مصاب شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) بطريقة صحيحة إلا إذا عرفنا هذا الإمام العظيم بشكلٍ أفضل و أكثر. و هكذا فقد نفهم انه لا يمكن أن ندرک مصیبة هذا الرجل العظیم.

في حقيقة الأمر ان الحديث حول أمير المؤمنين (عليه السلام) أمرٌ صعب؛ لأن الحديث حول فضائله كثيرة حيث لا تدري أيها تذكر! و العجب لمن الذی کان أعداؤه أخفوا فضائله حسدا له و أخفى أولیاؤه فضائله خوفا و حذرا على أنفسهم و ظهر فیما بین هذین فضائل طبقت الشرق و الغرب…

نعم! فلا يمكن إخفاء فضائل رجل عظيم مثل أمير المؤمنين و يعترف بذلك أعدا عدوه.

كمثال، ينقل الشيعة و أهل السنة ان ضِرار بن ضمرة الکناني قد ورد على بر معاویة و قال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لي عليا.

قال ضرار: اعفني.

قال معاویة: لتصفنه.

قال ضرار:أما إذ لا بد فإنه و الله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا و يحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا و زهرتها و يأنس بالليل و وحشته و كان غزير الدمعة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب و كان فينا كأحدنا مجيبنا إذا سألناه و يأتينا إذا دعوناه.

و نحن و الله مع تقريبه إيانا و قربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين و يقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله و لا ييئس الضعيف من عدله.

فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم و هو اللذيع و يبكي بكاء الحزين و هو يقول: يا دنيا غري غيري أ بي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد بينتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير و خطرك كبير و عيشك حقير آه من قلة الزاد للسفر و وحشة الطريق.

فبكى معاوية و قال رحم الله أبا الحسن كان و الله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقأ عبرتها و لا يسكن حزنها …(1)

(مأخوذ من کتاب “أول مظلوم العالمين”، التألیف: آیة الله وحید الخراساني – مع بعض التصرف)

بمناسبة قدوم 21 رمضان

يعزي موقع الرشد مسلمي العالم و خاصتاً أصدقاء الموقع الأعزاء

الذكرى السنوية لشهادة إمام المتقین و شفيع المذنبين

الإمام أمیرالمؤمنین، علي بن ابي طالب (علیه السلام) .

… … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … ..

الهوامش:

1- قد نقل هذا الأمر في المنابع المعتبرة و المتعددة للشیعة و أهل السنة و كمثل سنشير الى بعضها كالآتي:

منابع أهل السنة: تاریخ مدینة دمشق، المجلد 24، الصفحة 401- حلیة الأولیاء، المجلد 1، الصفحة 84- الاستیعاب ابن عبد البر، المجلد 3، الصفحة 1108 و …

منابع الشیعة: خصائص الأئمة، الصفحة 70- مناقب أمیر المؤمنین، المجلد 2، الصفحة 52- شرح الأخبار، المجلد 2، الصفحة 391- کنز الفوائد، الصفحة 270- کشف الغمة، المجلد 1، الصفحة 76- العمدة الصفحة 16 و …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *