“طریق الإحسان”

  1. Home
  2. »
  3. شهر رمضان المبارك
  4. »
  5. “طریق الإحسان”

هناک روایات من الرسول الأکرم (صلى الله علیه و آله و سلم) و الأئمة المعصومین (علیهم السلام) التی تدلّ علی أنّ شهر رمضان أفضل الشهور و ساعاته أفضل الساعات.  فإذاً على الإنسان آن یعظم هذا الشهر و یعمل فی ساعاته أفضل الأعمال. و لکن کیف یتحقق هذا الأمر الهام؟ینبغی أن نبحث عن اجابة عن هذا السؤال فی تعالیم الائمة المعصومین (علیهم السلام).

عندما کان یحین شهر رمضان المبارک کان الامام السجاد (علیه السلام) یدعو الله سبحانه و تعالی بهذا الدعاء:

” … الحمد للّه الّذی جعل من تلک السّبل (أی سبل إحسانه) شهره شهر رمضان، شهر الصّیام، و شهر الإسلام، و شهر الطّهور، و شهر التّمحیص، و شهر القیام الّذی أنزل فیه القرآن، هدى للنّاس، و بینات من الهدى و الفرقان‏ فأبان فضیلته على سائر الشّهور بما جعل له من الحرمات الموفورة، و الفضائل المشهورة، فحرّم فیه ما أحلّ فی غیره إعظاما، و حجر فیه المطاعم و المشارب إکراما …

 …اللّهمّ صلّ على محمّد و آله، و ألهمنا معرفة فضله و إجلال حرمته، و التّحفّظ ممّا حظرت فیه، و أعنّا على صیامه بکفّ الجوارح عن معاصیک، و استعمالها فیه بما یرضیک حتّى لا نصغی بأسماعنا إلى لغو، و لا نسرع بأبصارنا إلى لهو و حتّى لا نبسط أیدینا إلى محظور، و لا نخطو بأقدامنا إلى محجور، و حتّى لا تعی بطوننا إلّا ما أحللت، و لا تنطق ألسنتنا إلّا بما مثّلت، و لا نتکلّف إلّا ما یدنی من ثوابک، و لا نتعاطى إلّا الّذی یقی من عقابک، ثمّ خلّص ذلک کلّه من رئاء المراءین، و سمعة المسمعین، لا نشرک فیه أحدا دونک، و لا نبتغی فیه مرادا سواک.

اللّهمّ صلّ على محمّد و آله، و قفنا فیه على مواقیت الصّلوات الخمس بحدودها الّتی حدّدت، و فروضها الّتی فرضت، و وظائفها الّتی وظّفت، و أوقاتها الّتی وقّتّ و أنزلنا فیها منزلة المصیبین لمنازلها، الحافظین لأرکانها، المؤدّین لها فی أوقاتها على ما سنّه عبدک و رسولک صلواتک علیه و آله فی رکوعها و سجودها و جمیع فواضلها على أتمّ الطّهور و أسبغه، و أبین الخشوع و أبلغه. و وفّقنا فیه لأن نصل أرحامنا بالبرّ و الصّلة، و أن نتعاهد جیراننا بالإفضال و العطیة، و أن نخلّص أموالنا من التّبعات، و أن نطهّرها بإخراج الزّکوات، و أن نراجع من هاجرنا، و أن ننصف من ظلمنا، و أن نسالم من عادانا حاشى من عودی فیک و لک، فإنّه العدوّ الّذی لا نوالیه، و الحزب الّذی لا نصافیه. و أن نتقرّب إلیک فیه من الأعمال الزّاکیة بما تطهّرنا به من الذّنوب، و تعصمنا فیه ممّا نستأنف‏ من العیوب، حتّى لا یورد علیک أحد من ملائکتک إلّا دون ما نورد من أبواب الطّاعة لک، و أنواع القربة إلیک …”

نبارک مسلمی العالم بمناسبة حلول

شهر رمضان المبارک،

شهر الرحمة و المغفرة و ربیع القرآن.