« الذنب الصغير !»

قال أبو هاشم (أحد أصحاب الامام الحادي عشر) سمعت أبا محمد العسکري (علیه السلام) یقول: «من الذنوب التی لا تغـفر، قول الرجل لیتنی لم أؤاخذ إلا بهذا.»

فقلت في نفسي إن هذا لهو الدقیق و قد ینبغی للرجل أن یتفقد من أمره و من نفسه کل شی‏ء و کل يوم. فأقبل علیّ أبو محمد(علیه السلام) فقال: «صدقت یا أبا هاشم فألزم ما حدّثتك به نفسك‏ …»(1)

ان الله جعل للمعصية درجات بعضها صغيرة و البعض الآخر كبيرة و هذا يبيّن مدى فضل الله على الإنسان؛ و إلا فإن عقل أي إنسان يقرّ بأن مخالفة القوانين الإلهية من أیّ نوع کان، تكون ذنباً عظیماً و معصیة کبیرة، و يستحقّ العاصي المعاقبة تجاه معصيته. لأن العقل عندما یدرک عظمة الله و حضوره و لطفه و طلبه من العبد أن یأنسه سبحانه، فأن کل شیء یخالف هذه الإرادة الإلهیة یعدّه ذنباً عظیماً بل یعدّ عدم الإجتهاد للوصول إلی هذه البغية خطأً کبیراً.

و بيان آخر فإن العقل يحسب مرافقة مع الأعداء و الإدبار إلی الملک الکریم و الرحیم الذی کل الخلق یحسب نعمهم منه في کل حين، ذنباً کبیراً.

و بصورة خلاصة فإن العقل یعدّ أية مخالفة أمر الله تعالى معصية كبيرة، و لكن بفضل الله و رحمته فهو يحسب بعض هذه الذنوب بالصغيرة؛ بهذا المعنى فإن عقوبات بعض الذنوب تكون أهون من بعضها الأخری.

نعم! هكذا هو اللطف الإلهي ، و لكن كيف علينا أن نتعامل معه؟ كما علّمنا الإمام العسكري (عليه السلام) يجب ألا نتهاون بأي ذنبٍ من ذنوبنا ؛ و السبب في ذلك هو أنه لو تجاهل العبد بأي ذنب من ذنوبه و حسبها صغيرة سوف تكبر عند الله ، و إذا حسب العبد ذنبه كبيرة فتكون عند الله صغيرة. و لكن لماذا؟

عندما يعدّ الإنسان ذنبه من الكبائر، فحينها ينفر قلبه من ذلك الذنب و هذه الحالة في الإنسان تكون حاجزاً له من تأثير  الذنب الشدید على قلبه و روحه. و لكن لو تجاهل العبد أوامر الله فيبيّن ذلك أنه يأنس بالمعصية و يبقي هذا الأنس أثر الذنب في قلبه و یکدّره.

و الأن في ذکری میلاد الإمام العسکری(علیه السلام) ینبغي لنا أن نقبل إلی ربنا و نناجیه و نقول «أللهم اغفر لی کل ذنب أذنبته و کل خطیئة أخطئتها.»

(مأخوذ من کتاب “أسرار الصلاة”، للمرحوم میرزا جواد الملکي التبریزي (مع بعض التصرف))

8 ربيع الثاني ، يبارك و يهنئ موقع الرشد تمام المسلمين ،

و بخصوص أصدقاء الموقع الأعزاء ،

بمناسبة ذكرى ميلاد وارث الأنبياء و مقتدى المؤمنين

الإمام الحسن بن علي العسکري (علیه السلام).

 … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … …

الهامش:

1- المناقب لابن شهر الآشوب، المجلد 4، الصفحة 439

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *