“الإمام، مراقب الشيعة”..

  1. خانه
  2. »
  3. الإمام موسی بن جعفر الکاظم (علیه السلام)
  4. »
  5. “الإمام، مراقب الشيعة”..

لقد كان علي بن يقطين في الظاهر من المقربين عند هارون الرشيد، وأما في الباطن فقد كان من الشيعة المحبين للإمام موسى الكاظم (عليه السلام). لقد كان يراسل الإمام الكاظم (عليه السلام) في الخفاء، و يرسل له الى المدينة من مال خمسه و أيّ إكرامية أخرى يحصل عليه.

حمل الرّشيد في بعض الأيّام إلى عليّ بن يقطينٍ ثياباً أكرمه بها و كان في جملتها درّاعة خزٍّ سوداء من لباس الملوك مثقلةٌ بالذّهب.

فأنفذ عليّ بن يقطينٍ جلّ تلك الثّياب إلى أبي الحسن موسى بن جعفرٍ (علیه السلام) و أنفذ في جملتها تلك الدّرّاعة و أضاف إليها مالًا كان أعدّه على رسمٍ له فيما يحمله إليه من خمس ماله فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن (علیه السلام) قبل المال و الثّياب و ردّ الدّرّاعة على يد الرّسول إلى عليّ بن يقطينٍ و كتب إليه احتفظ بها و لا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأنٌ تحتاج إليها.

فلمّا كان بعد ذلك بأيّامٍ تغيّر عليّ بن يقطينٍ على غلامٍ كان يختصّ به فصرفه عن خدمته و كان الغلام يعرف ميل عليّ بن يقطينٍ إلى أبي الحسن (علیه السلام) و يقف على ما يحمله إليه في كلّ وقتٍ من مالٍ و ثياب و ألطافٍ و غير ذلك فسعى به الرّشيد و قال “إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفرٍ (علیه السلام) و يحمل إليه خمس ماله في كلّ سنةٍ و قد حمل إليه الدّرّاعة الّتي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا و كذا”.

فاستشاط الرّشيد من ذلك و غضب غضباً شديداً و قال: “لأكشفنّ عن هذه القضيّة فإن كان الأمر كما تقول أزهقت نفسه”.

و أنفذ في الوقت و طلب عليّ بن يقطينٍ فلمّا مثل بين يديه قال له: “ما فعلت الدّرّاعة الّتي كسوتك بها”.

قال: “هي يا أمير المؤمنين عندي في سفطٍ مختومٍ فيه طيبٌ و قد احتفظت بها و قلّ ما أصبحت إلّا و فتحت السّفط و نظرت إليها تبرّكاً بها و قبّلتها و رددتها إلى موضعها و كلّما أمسيت صنعت مثل ذلك.”

فقال: “أحضرها السّاعة”.

و في هذه الأثناء أمر هارون بعض خدمه أن يأتي بالصندوق من بيت علي بن يقطين. بعد أن أحضروا الصندوق و فتحوها رأى هارون الدّرّاعة بداخلها معظّمة و مجلّلة، فسكن غضبه و أعجبه ومن ثم أحسن الى علي بن يقطين.

و من هنا، تجلى كرامة الإمام موسى الكاظم (علیه السلام) و عطفه على علي بن يقطين.

تبين هذه الرواية ان الإمام (علیه السلام) كان دائم الاطلاع على أحوال الشيعة و الموالين و يراقب أحوالهم في الصعاب.

(مأخوذ من کتاب” كشف الغمة فى مناقب الأئمة “، تألیف علي بن عیسی الأربلي (مع بعض التلخیص و الإضافات))

بمناسبة حلول السابع من صفر،

یعظّم موقع الرشد

ذكرى ولادة أسوة الحلم و التسامح و سابع أئمة الفلاح و الفداء،

الإمام موسی ابن جعفر الکاظم (علیه السلام).